2025/4/25
محاسن الخطيب
كانت محاسن الخطيب فنّانة مبدعة تُجسّد شخصيّات فريدة بملامح وألوان زاهية. بعد السابع من تشرين الأوّل، وظّفت محاسن موهبتها الفنّيّة للتعبير عن المأساة الّتي شهدتها غزّة، وقدّمت دورات تعليميّة في الرسم لأهالي غزّة وسيلةً لتخفيف آلامهم ودعمهم نفسيًّا من خلال تعلّم مهارة جديدة.
الفنّانة محاسن الخطيب بقيت صامدة ترفض التهجير والنزوح، وتركت أثرًا فنّيًّا خالدًا من خلال أعمالها الفنّيّة الرقميّة الّتي لامست واقع الفلسطينيّين وجراحهم ونضالهم من أجل الحرّيّة. استشهدت محاسن في جباليا في 19 تشرين الأوّل 2024، وقبل مدّة من استشهادها كتبت: "قل لي ما شعورك عندما ترى أحدًا يحترق؟!".
ظلّت مدرسة عمّان الوطنيّة وقسم الفنون على تواصل مع فنّ محاسن، واستلهموا صمودها وإبداعها. وتكريمًا لإرثها وموهبتها الاستثنائيّة، نظّمنا جناحًا خاصًّا لأعمالها الفنّيّة، حيث نعرض منتجات تحمل رسوماتها للبيع، ويُرصد ريعها جميعها لعائلتها؛ إذْ إنّها كانت المعيل الرئيس لهم.
عزة حسن الشيخ أحمد
عزة حسن الشيخ أحمد، فنانة تشكيليّة من غزة، حوّلت الريشة من نافذة على الذاكرة، واللون إلى حكاية شعب. بأسلوبها البسيط والرمزيّ، أعادت تشكيل التراث الفلسطينيّ في صياغة حديثة تمزج الماضي بالحلم.
شاركت في معارض محليّة ودوليّة، وأقامت معرضين شخصيين، أحدهما في برلين حيث كانت لوحاتها صدى للمقاومة بالأمل والرمز والحنين.
لكن بعد الحرب، تبدّلت الألوان، وغابت عن لوحاتها. رسمت بالأبيض والأسود، لا لغياب الألوان فقط، بل لأن الحياة ذاتها فقدت ألوانها. كتبت في تأملٍ مؤلم:
"أريد ألف عامٍ لأمحو من ذاكرتي ما علق بها من سموم الحرب...
لا أعتقد أن ما عشته كان حياة... بل مماتٌ بشكلٍ مختلف."
فنها في زمن الحرب لم يكن تجميلًا للواقع، بل شهادة على الصمود، وميلادًا للإبداع من رماد. كانت تقول:
"لا أرسم من أجل اسمي، بل من أجل اسم غزّة وفلسطين."
تكريمًا لمسيرتها، خصّص قسم الفنون في مدرسة عمّان الوطنيّة جناحًا خاصًا لعرض منتجاتها الفنيّة التي تحمل بصمتها. تباع الأعمال ويخصَّص ريعها لها.